من الحصار إلى الحرب: التطهير العرقي للأرمن في ناغورنو كاراباخ
موجز حول الإبادة الجماعية
19 أيلول 2024
هذا الإبداع الثقافي يوجد ايضا باللغة:
تمّ التكليف بإعداد هذا التقرير من قبل المكتب العام لزوفيكيان ليكون بمثابة رصيد عام للأرمن الأرتساخيين ولناغورنو-كاراباخ.
الاستنتاجات الرئيسية
- نشر المكتب العام لزوفيكيان الطبعة الثانية من تقريره الاستخباراتي المفتوح المصدر (OSINT) والمحدد للمواقع الجغرافية الذي يتناول الحصار الذي فرض على ناغورنو-كاراباخ من قبل أذربيجان.
- يقدم التقرير أدلة مفصلة تدحض ثلاثة مزاعم متسقة قدمتها الحكومة الأذربيجانية من خلال محرك التضليل الذي تقوده الدولة طوال فترة الحصار.
- ترحب هذه الطبعة الثانية باتحاد أرتساخ كهيئة شريكة في هذا المنشور الذي تم إصداره أيضًا باللغة العربية للمساهمة في زيادة المنشورات والدراسات المتاحة حول أساليب الحرب غير التقليدية والتقليدية في الشرق الأوسط، وخاصة تلك التي تشنها إسرائيل على الفلسطينيين في غزة.
الكلمات الرئيسية: ناغورنو-كاراباخ؛ إغلاق ممر لاتشين؛ الأرمن الأرتساخيون؛ النزاع؛ الأزمة الإنسانية؛ الإبادة الجماعية؛ النزوح القسري؛ الحصار؛ أذربيجان؛ أرمينيا
الرسالة الافتتاحيّة
عزيزي القارئ،
يصادف اليوم ذكرى مرور عام على الهجوم العسكري العنيف الذي شنته أذربيجان ضد الأرمن التاريخيين الأرتساخيين (ناغورنو-كاراباخ)، الذي أجبر جميع أهل هذه المنطقة على الفرار. وقد جاء هذا الطرد الحاسم بعد تسعة أشهر من الحصار غير القانوني والشامل بحق المجتمع الأرمني الأرتساخي، حيث تعرّض للإرهاب والتجويع وتمّ تجريده من العديد من حقوق الإنسان الأساسية ومن ضروريا ت الحياة.
في بداية الحصار، خصص مكتب زوفيكيان العام موارد وجهود كبيرة لدراسة الحصار بشكل مباشر وحي ولتكوين مخزون من الأدلة التي توثق جرائم الحرب والإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية التي حرضت عليها الحكومة الأذربيجانية.
يُظهر هذا الإصدار الثاني من تقريرنا الاستخباراتي المفتوح المصدر (OSCINT) وتقرير تحديد الموقع الجغرافي للحصار كيف صممت أذربيجان ونفذت الحصار لغايات طرد الأرمن الأرتساخيين بشكل شامل من أرض أجدادهم. واليوم، لا تزال ثقافة الأرمن الأرتساخيين وتراثهم وممتلكاتهم الخاصة تحت الحصار بحيث يتم تدميرها بتواتر ينذر بالخطر. أمّا قياداتهم ومواطنيهم فهُم وبشكل غير قانوني يخضعون للاعتقال التعسفي ويتعرضون للتعذيب وسوء المعاملة والمحاكمات الصورية والتطهير العرقي لمنطقة ناغورنو-كاراباخ من سكانها الأرمن الأصليين ولا يزال قائمًا وجاريًا بحيث لا يستطيع الشعب الأرمني الأرتساخي تحقيق حقه في العودة، وهو حق إنساني ومسؤولية قانونية فرضتها محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة.
هذه النسخة الجديدة متاحة الآن باللغة العربية لتمكين المحللين والدبلوماسيين في الشرق الأوسط من الوصول إلى البيانات الاستخباراتية المفتوحة المصدر OSCINT التي تشبه بشكل لافت للانتباه، تكتيكات الحرب التقليدية وغير التقليدية التي تستخدمها إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة. نلاحظ بقلق شديد أن إسرائيل وأذربيجان شريكان عسكريان وتجاريان يعتمدان بشكل كبير على خبرة وموارد كل منهما.
نطالب بمحاسبة أذربيجان على جرائمها العديدة ضد الشعب الأرمني الأرتساخي. نشعر بخيبة أمل إزاء تقاعس المجتمع الدولي ونشعر بالاشمئزاز من استضافة أذربيجان لمؤتمر الأطراف التاسع والعشرين COP29 في نوفمبر/تشرين الثاني من هذا العام. إن هذا النظام العالمي يذكرنا بشكل صارخ بأن ضحايا الإبادة الجماعية والناجين منها ليس لديهم سوى فرص قليلة لممارسة سلطتهم والعيش وفقًا لشروطهم الخاصة.
مع خالص الاحترام والتقدير ودوام التضامن
Artak Beglaryan
أرتاك بيغلاريان
ناجٍ من الإبادة الجماعية
مؤسس
اتحاد أرتساخ
نظرة عامة تنفيذية
في 19 أيلول 2023، شنت أذربيجان هجومًا عسكريًا بريًا وجويًا على العديد من البلدات والقرى الأرمنية الأرمنية في ناغورنو-كاراباخ (المعروفة باسم أرتساخ لدى الشعب الأرمني). كان الانتصار العسكري حاسمًا في غضون 24 ساعة فقط. أدت الهجمات إلى تشريد قسري شامل للسكان الأصليين الأرمن من موطنهم العريق الذي له تاريخ يمتد عبر قرون عديدة من الزمن. ومنذ ذلك الحين، فر تقريبًا المجتمع الأرمني الأرتساخي بأكمله إلى أرمينيا، تاركًا البلدات والقرى فارغة استعدادًا للاستيطان الأذربيجاني الذي صرّح عنه الرئيس الأذري إلهام علييف.
قبل عام من الآن، في يوم إحياء ذكرى الزعيم الوطني حيدر علييف في 12 كانون الأول 2022، قام أفراد مدعومون من الدولة الأذربيجانية بقطع الطريق الوحيد في ممر لاتشين الذي يربط ناغورنو-كاراباخ بأرمينيا والعالم الخارجي، مما أسفر عن عزل 120,000 أرمني من السكان الأصليين وخلق أزمة من ناحية حقوق الإنسان تعدُّ انتهاكًا مباشرًا للقانون الدولي الإنساني. في 23 نيسان 2023، تم إقامة نقطة تفتيش عسكرية أذربيجانية رسمية في ممر لاتشين. بدأت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الوكالة الإنسانية الدولية الوحيدة المتواجدة على الأرض في ذلك الوقت، بمواجهة شروط أكثر تعقيدًا للتفاوض بشأن إدخال وإخراج سيارات الإغاثة الإنسانية وعياداتها الطبية من وإلى ناغورنو-كاراباخ. فقدوا كل إمكانية للوصول إلى السكان الأرمن في 15 حزيران. تفاقمت الأزمة لتصبح حالة طوارئ إنسانية كاملة، مصحوبة بنقص حاد في الموارد المحلية. كانت المؤشرات الصحية تشير إلى أن المجاعة أصبحت وشيكة. وكان الرعب النفسي سائدًا على نطاق كبير.
لإعداده هذا التقرير حول الإبادة الجماعية، عيّن المكتب العام لزوفيكيان محللًا للاستخبارات المفتوحة المصدر في دراسة سؤال بحثي رئيسي:
لين زوفيكيان
مؤسسة
المكتب العام لزوفيكيان
هل فرضت أذربيجان حصارًا على الأرمن المنحدرين من ناغورنو-كاراباخ عبر ممر لاتشين؟
تظهر نتائج هذا التقرير نمطًا مقلقًا من الخطوات والإجراءات التي اتخذتها أذربيجان من 12 كانون الأول 2022 لغاية 19 أيلول 2023، بهدف السيطرة الاستراتيجية على سكان وإقليم ناغورنو-كاراباخ، في الوقت الذي عملت فيه على تعزيز مصداقيتها الدولية. خلال هذه الفترة، قدمت حكومة أذربيجان ثلاث مزاعم لتبرير سياساتها ومواقفها. في نسختها من الأحداث رفضت أذربيجان الاعتراف بمعاناة الأرمن في ناغورنو-كاراباخ واعتبرت الحصار مجرد رواية مزيفة اختلقها الممثلون المحليون لطلب دعم وتضامن المجتمع الدولي معهم ولعرقلة محادثات السلام.
يتم تنظيم هذا التقرير حول هذه المزاعم الثلاثة بهدف التعمق في تحليلها بشكل دقيق ومفصل. لذلك، يقدّم هذا التقرير مجموعة من الأدلة المنهجية التي تسعى للإجابة على سؤال البحث هذا، وتكشف زيف المزاعم التي طرحتها حكومة أذربيجان. في قسم المنهجية من هذا التقرير، يتم توضيح الأساليب المتبعة والمبادئ المعتمدة في دراسة واستعراض النتائج الرئيسية بحذر ودقة.
الزعم الأول: لم يكن هناك إغلاق للطريق و لا حصار، بل كان الاحتجاج في ممر لاتشين عبارة عن حراك شعبي مستقل قاده ناشطون من المجتمع المدني ضد ما يزعم أنه "إرهاب بيئي" ناتج عن الأنشطة التعدينية التي يقوم بها الأرمن.
لزعم الثاني: أذربيجان كان لها الحق في إقامة نقطة تفتيش على حدودها مع أرمينيا استنادًا إلى مبررات تتعلق بسلامة وأمن أراضيها.
صورة 2:
عناصر عسكريون يقفون بجانب نقطة التفتيش العسكرية الأذربيجانية على طريق ممر لاتشين
المصدر:مجموعة الأزمات الدولية
لزعم الثالث: لم يكن هناك حصارًا، إذ يمكن استخدام طرق بعيدًا عن ممر لاتشين، وبالأخص طريق طريق أغدام-أسكيران.
صورة 3:
طرق محتملة مبيّنة على خرائط غوغل لمزيد من التحقيق
المصدر: خرائط غوغل
لتقييم هذه المزاعم المستمرة التي قدمها العديد من المسؤولين الحكوميين ووسائل الإعلام في أذربيجان، كان من المهم التحقق مما إذا كانت ناغورنو-كاراباخ قد تعرّضت فعلاً للحصار. وقد تم ذلك من خلال تحديد الموقع الجغرافي لإغلاق طريق ممر لاتشين ونقطة التفتيش العسكرية، ودراسة وجود أي طريق/طرق بديلة يمكن استخدامها بأمان وبدون شروط من قبل المدنيين الأرمن والوكالات الإنسانية.
تُظهر هذه التحقيقات أنه على مدار فترة عشرة أشهر، أدت الضغوطات المحسوبة والمناورات السياسية التي قامت بها أذربيجان إلى إشعال أزمات متعددة الأبعاد ضد السكان الأرمن الأصليين، بدءًا من الكوارث الوجودية والإنسانية وصولًا إلى الأزمات الاقتصادية والجيوسياسية وإدارة الحكم الذاتي. كما قامت أذربيجان بفرض حصار معلوماتي واستخدمت أساليب بلاغية وحملات تضليل لمساعدتها في تقديم إنذارها الاستراتيجي للأرمن التاريخيين في أرتساخ ناغورنو-كاراباخ: نقل السكان بالقوة أو الاندماج القسري، وكلاهما وفقًا لشروط أذربيجان. في 19 أيلول 2023، شنت أذربيجان هجومًا عسكريًا شاملًا وغير عاديًّا على أرتساخ ناغورنو-كاراباخ ونجحت في إزاحة جميع الأرمن الأصليين بالكامل، وتفكيك جيش الدفاع لناغورنو-كاراباخ، وحل المؤسسات العامة للحكومة الذاتية. هذه التحقيقات تستعرض استراتيجيات تقويض القوة التي هيّأت الأرضيّة لهذا الهجوم والانتصار الحاسم.
المنهجية
في الشهر الأول من إغلاق ممر لاتشين، قام المكتب العام لزوفيكيان بتكليف سلسلة من بعثات البحث المتعددة التخصصات لدراسة وسائل القمع والعنف التي استخدمتها أذربيجان ضد الشعب الأرمني الذي جذوره في منطقة ناغورنو-كاراباخ. تهدف هذه الاستثمارات في البحوث إلى تزويد المعنيين في المجالات الدبلوماسية والقانونية والعلمية بعملية فكرية قابلة للتبع والتكرار والاختبار.
باحث مكلّف
قام المكتب العام لزوفيكيان بتكليف محلّل للاستخبارات المفتوحة المصدر (الاسم محجوب) في هذه المهمّة البحثيّة.
تصميم البحث
في ظلّ قلّة الوثائق العلمية والموثّقة المتاحة، استخدمت في هذه المهمة البحثية طرق تحديد المواقع الجغرافية والاستخبارات المفتوحة المصدر (OSINT) بالاستناد إلى أسلوب محافظ ومنهجي، مع إدخال بيانات تم التحقق من صحتها.
في هذه التحقيقات تمت دراسة ثلاثة مزاعم رسمية قدمتها حكومة أذربيجان بين كانون الأول/ديسمبر 2022 وأيلول 2023 مفادها عدم وجود حصار، وذلك للأسباب التالية:
- حراك شعبي مستقل أغلق طريق ممر لاتشين؛
- نقطة التفتيش كانت مقامة بناءً على حق ضمان سلامة الأراضي؛ و
- يمكن أخذ طرق بديلة.
للتحقق من هذه المزاعم الأذربيجانية، صُمِمَت هذه المهمة البحثية بأهداف بحثية ستة وسؤال بحثي رئيسي واحد.
الأهداف البحثية
- تعزيز الوعي بالوضع المحيط بممر لاتشين و ناغورنو-كاراباخ؛
- فهم الديناميات الجيوسياسية وتوازن القوى التي ساهمت في تنفيذ سيطرة شاملة على الأراضي والسكان والمعلومات في ناغورنو-كاراباخ على مدى عشرة أشهر؛
- التحقيق في الاستراتيجيات التي اعتمدتها ونفذتها حكومة أذربيجان وغيرها من الأطراف في ممر لاتشين التي أثرت على الأمن وجودة الحياة والنزوح القسري للأرمن العرقيين في ناغورنو-كاراباخ؛
- تحديد الدقيق لمكان إغلاق الطريق ونقطة التفتيش في ممر لاتشين؛
- تحديد وفحص الطرق البديلة الممكنة لطريق ممر لاتشين التي يمكن الاعتماد عليها كطرق آمنة ومفتوحة للاستخدام؛ و
- دراسة كيفية تطور الخطاب الرسمي الأذربيجاني وتمكينه للاستراتيجيات والأفعال القمعيّة.
السؤال البحثي
هل فرضت أذربيجان حصارًا على الأرمن الذين لديهم جذور في منطقة ناغورنو-كاراباخ عبر ممر لاتشين؟
جمع البيانات
قبل بدء هذه المهمة البحثية، تم إجراء بحث عن دراسات لتحديد المواقع الجغرافية والاستخبارات المفتوحة المصدر (OSINT) في سياق النزاع القائم في ناغورنو-كاراباخ، ولم يتم العثور على دراسة تتعلق بموقع الحصار ونقطة التفتيش العسكرية من حيث الزمان والمكان. نظرًا لتعقيدات تاريخ النزاع والعنف في ناغورنو-كاراباخ، ولأن الحصار والهجوم العسكري كانا آخر مراحل إلحاق الأذى قبل عملية النقل القسري الشامل للسكان، كان من الضروري تبني منهجيات جغرافية صارمة باستخدام بروتوكولاتالاستخبارات المفتوحة المصدر (OSINT).
تم الاعتماد فقط على البيانات المدخلة من المصادر المفتوحة، استنادًا إلى أدلة يمكن التحقق منها. وكانت جميع المواد الإعلامية المستخدمة متاحة للرأي العام، ولا سيّما:
- محرك البحث: غوغل
- منصات الصور الفضائية: غوغل إيرث وغوغل مابس
- منصات وسائل التواصل الاجتماعي: فيسبوك، إنستغرام، X، وتيليغرام
باستثناء الصور الملتقطة بواسطة الأقمار الصناعية وصور المواطنين المنشورة على غوغل مابس وغوغل إيرث، كانت جميع الوسائط المتعددة المجمعة من تأليف مصادر أذربيجانية، وخاصة من الحكومة ووسائل الإعلام والمواطنين. كان من المهم جمع البيانات من مصادر أذربيجانية ليس فقط لدراسة المحتوى، بل أيضًا لتقييم أهمية كل معلومة تم نشرها من قبل كل مؤلف لها. اعتُمد بروتوكول الاستخبارات المفتوحة المصدر OSINT بشكل رئيسي بالاستناد إلى الطرق اليدوية. لم تكن هناك أدوات آلية مطلوبة لهذا البحث.
نظرًا للوضع المثير للجدل والمعقد والمشحون سياسيًّا في ناغورنو-كاراباخ، كان لا بدّ من اتخاذ عدة تدابير احترازية لتحقيق معايير موثوقة من النزاهة والأدلة. كان فريق البحث يقوم بانتظام بإجراء اختبارات توتر تكرارية ويضمن التحقق الكامل من المصادر. لم يتم فقط أخذ المعلومات على محمل الجد، بل تمت معالجتها دائمًا باعتدال واحترام مع تدارك أي حدود للخبرة.
أخلاقيات البحث
في هذا التقرير تم استخدام الصور والفيديوهات المنشورة علنًا على وسائل التواصل الاجتماعي أو مواقع الويب الأخرى. لم يتم استخدام أي حسابات وهمية للتسلل إلى حسابات وسائل التواصل الاجتماعي للمشاركين الذين أصبحت حساباتهم خاصة منذ بداية الحصار.
أمن البيانات وحمايتها
تمت أرشفة جميع المعلومات المفتوحة المصدر بواسطة بروتوكول التأريخ، في حال تمت إزالة أو تغيير أي معلومات أو مصادر مستخدمة بعد هذه الجهود البحثية.
اللغة
تم استخدام الأسماء الرسميّة من العهد السوفييتي للطرق والمدن والمناطق في ناغورنو-كاراباخ، والتي يتم الرجوع إليها دوليًّا من قبل الأمم المتحدة، بما في ذلك محكمة العدل الدوليّة، ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، في اعتراف قوي بالعنف المرتبط بمحو أو استبعاد الأسماء الأصلية .
قيود الدراسة
تتعلق قيود الاستخبارات المفتوحة المصدر OSINT بالجوانب العملية من التقاط الأدلة عبر الإنترنت، خاصةً القضايا المتعلقة بالويب والاعتماد على المعلومات التي تم الإبلاغ عنها ذاتيًا والمعلومات المشاركة مع الرأي العام. يُقدّر أي عدم يقين في نتائج تحديد المواقع الجغرافية بأنه أقل من 50 مترًا من نصف القطر.
فرص البحث المستقبلي
يمكن أن تساهم هذه المعرفة الأساسية في دعم جهود البحث المستقبلية المتعلقة بناغورنو-كاراباخ، مما يزود المحامين الحقوقيين والدبلوماسيين والنشطاء بالنتائج والأساليب لمواصلة تفعيل آليات المساءلة والمراقبة الحية لمنطقة القوقاز الجنوبية.
لزعم الأول: لم يكن هناك إغلاق للطرق أو حصار
في 12 كانون الأول، قامت مجموعة من المواطنين الأذربيجانيين بقطع طريق العبور بين ناغورنو-كاراباخ وأرمينيا. وصفت وسائل الإعلام الموالية للدولة الأذربيجانية المتظاهرين بأنهم نشطاء بيئيون يحتجون على ما يزعم أنه تعدين غير قانوني من قبل أرمينيا في ناغورنو-كاراباخ وأنه نقل للمعادن المستخرجة عبر ممر لاتشين إلى أرمينيا.
نشر العديد من هؤلاء المتظاهرين صورًا ومقاطع فيديو على حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر تحركاتهم وأنشطتهم ودعمهم لهذه الجهود. من خلال حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، كان من الممكن تحديد الإحداثيات الدقيقة لهذا الاحتجاج من خلال التفسير البصري للصور وتحديد المواقع الجغرافية لها. كما قدم المحتوى المنشور ذاتيًا رؤى مفصلة حول مسارات المشاركين وتركيبتهم السكانية ودوافعهم.
مسار الاحتجاج المزعوم للنشطاء البيئيين
تُظهر إحدى الصور المنشورة على فيسبوك 42 فردًا يتّخذون وضعية للصور على الدرج أمام مبنى أبيض وهم يحملون لافتة مكتوب عليها:
“Sumqayit Gənclər Aliyansi Stop Eco Terror”
رافق هذا المنشور تعليق باللغة الأذربيجانية مع الترجمة المباشرة باللغة الإنجليزية أدناه:
Yolumuz Qarabağa, işimiz haqq işidir.
Ekoloji aksiya iştirakçılarına dəstəyə gedirik. Sumqayıt Gənclər Alyansı / SGA #SGA
Our way to Karabakh, our work is the work of justice. We are going to support the participants of the environmental action. Sumgait Gənclər Alyansı / SGA #SGA
في طريقنا إلى كاراباخ، عملنا هو العمل من أجل العدالة. نحن ذاهبون لدعم المشاركين في الحراك البيئي. تحالف شباب سومقاييت / SGA #SGA
صورة 4:
الناشطون البيئيون المزعومون في صورة جماعية يتظاهرون وهم يحملون لافتة مكتوب عليها "اتحاد شباب سومقاييت توقفوا عن الإرهاب البيئي"
المصدر: فيسبوك
إنّ عبارة "طريقنا إلى كاراباخ" (الترجمة المباشرة) في التعليق جعلت من الأهمية بمكان إعطاء الأولوية لمدينة سومقاييت كنقطة انطلاق لتحديد الموقع الجغرافي. يعرض أول منشور للحدث على صفحة فيسبوك لتحالف شباب سومقاييت مبنى مشبوهًا في مدينة سومقاييت.
بمجرد تحديد المبنى المشبوه وجمع المزيد من الصور له عبر الإنترنت، تم إجراء تحليل مقارن مفصل، مما أدى إلى تطابق كامل، بما في ذلك النوافذ (دوائر زرقاء، دوائر خضراء)، الجزء العلوي من الباب (دوائر زرقاء فاتحة)، الأعمدة (دوائر قرمزية)، البلاط (دوائر حمراء)، السلالم، والأماكن الخارجية. أكدت مقارنة مع الصور الملتقطة عبر الأقمار الصناعية كما هو موضح في الرسم التوضيحي 1 أن المبنى هو مبنى حزب أذربيجان الجديد في سومقاييت بحسب إحداثيات نظام تحديد المواقع (GPS) : 40.57782، 49.68808.
الرسم التوضيحي 1:
ثلاث صور لمبنى حزب أذربيجان الجديد في سومقاييت مع تسليط الضوء على العناصر البصرية التي تحدد ذلك
المصادر: Unikal.az (الصورة العليا)؛ Xeberle.com (الصورة الوسطي)؛
خرائط غوغل (الصورة السفلى)
تم تتبع مسارات البعض من المتظاهرين المزعومين باستخدام إشارتي مرور ظهرتا في مقاطع فيديو مختلفة على فيسبوك. تم نشر الفيديو الأول في 13 كانون الأول/ديسمبر مع تعليق يشير بالفعل إلى مدينة شوشي كوجهتهم:
"سويًّا مع أكثر من 200 متطوع أذربيجاني، بما في ذلك متطوعين من التنمية الزراعية، نحن في طريقنا إلى #شوشا للتعبير عن موقفنا المدني تجاه #خانكندي. #خانكندي #كاراباخ هي أذربيجان"
على الرغم من عدم وضوح بعض الأرقام على إشارة الطريق بسبب جودة الصورة في الفيديو، كان من الممكن تحديد موقع إشارة الطريق بدقة بحسب إحداثيات نظام تحديد المواقع (GPS): 40.29555، 49.75161، كما هو موضح في الرسم التوضيحي 2. في الخطوة 1، تم العثور على صورة أوضح لنفس إشارة الطريق؛ مما ساعد في تحديد نطاق البحث بدقة أكبر في الطريق السريع لباكو-قازاخ. في الخطوة 2، كشفت صورة فضائية لجزء من الطريق السريع باكو-قازاخ عن البقعة الخضراء المطابقة من أشجار الصنوبر (دوائر زرقاء فاتحة) مقابل الجدار المنقوش بالأعمدة (دوائر حمراء). في الخطوة 3، أظهرت ميزة مشاهدة الشوارع على غوغل مابس إشارة الطريق (دوائر خضراء) في موقعها المحدد، وأخيراً في الخطوة 4، تم تأكيد تحديد المواقع الجغرافية للصورة الأولية وإشارة الطريق.
الرسم التوضيحي 2:
ثلاث صور لمبنى حزب أذربيجان الجديد في سومقاييت مع تسليط الضوء على العناصر البصرية التي تحدد ذلك
المصادر:
فيسبوك (الصورة العليا؛ الصورة الوسطى اليسرى؛ الصورة الوسطى اليمنى؛ الصورة السفلى)
نقطة الاختناق
بدأ تحديد الموقع الجغرافي للاحتجاج المزعوم من قبل النشطاء البيئيين بجمع 10 إطارات فيديو وصور تحتوي على معالم بصرية تشير إلى وجود احتجاج جارٍ.
ساعد فيديو تم تحميله على غوغل مابس في 12 كانون الأول وعرض منظر بانورامي للاحتجاج في تأكيد التواجد المشترك للصور المذكورة أعلاه. تم ذلك عن طريق ربط العناصر البصرية التالية كما هو مبيّن في الرسم التوضيحي 3: عمود إشارة معدني (دوائر خضراء)، حاجز متقطع (دوائر قرمزية)، حاجز طريق (دوائر زرقاء داكنة)، جبل صخري (دوائر بيجية) مع غابة على جانبه (دوائر خضراء داكنة)، برج إرسال (دوائر زرقاء)، وخيمة عسكرية (دوائر حمراء).
الرسم التوضيحي 3:
خصائص متطابقة بين الفيديو والصور التي تثبت تحديد المواقع المشتركة للصور
المصادر:
خرائط غوغل؛ فيسبوك
(الإطار الأيسر البعيد؛
الإطار الأوسط الأيسر؛
الإطار الأوسط اليمنى؛
الإطار الأيمن البعيد؛
الصورة اليسرى البعيدة؛
الصورة الوسطى اليسرى؛
الصورة الوسطى اليمنى؛
الصورة اليمنى البعيدة)
نقطة الاختناق
بدأ تحديد الموقع الجغرافي للاحتجاج المزعوم من قبل النشطاء البيئيين بجمع 10 إطارات فيديو وصور تحتوي على معالم بصرية تشير إلى وجود احتجاج جارٍ.
ساعد فيديو تم تحميله على غوغل مابس في 12 كانون الأول وعرض منظر بانورامي للاحتجاج في تأكيد التواجد المشترك للصور المذكورة أعلاه. تم ذلك عن طريق ربط العناصر البصرية التالية كما هو مبيّن في الرسم التوضيحي 3: عمود إشارة معدني (دوائر خضراء)، حاجز متقطع (دوائر قرمزية)، حاجز طريق (دوائر زرقاء داكنة)، جبل صخري (دوائر بيجية) مع غابة على جانبه (دوائر خضراء داكنة)، برج إرسال (دوائر زرقاء)، وخيمة عسكرية (دوائر حمراء).
الرسم التوضيحي 4:
تحديد الموقع الجغرافي للاحتجاج المزعوم للناشطين البيئيين بواسطة الصور الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي
المصادر:
خرائط غوغل؛ فيسبوك
(الصورة العليا اليسرى؛
الصورة العليا الوسطى؛
الصورة العليا اليمنى؛
الصورة السفلى اليسرى؛
الصورة السفلى الوسطى؛
الصورة السفلى اليمنى)
لم تكن جميع الحشود التي تجمعت في ما سمّي بالاحتجاج من المدنيين. تم التعرف على زيين عسكريين مميزين على الأرض، كما هو مبين في الرسم التوضيحي 5. والمجموعة العسكرية القابلة للتمييز الأولى التي تم التعرف عليها كانت قوات حفظ السلام الروسية، نظرًا للعلم الروسي والاختصار السيريلية MC الذي يعني Mirotvorcheskiye Sily "قوات حفظ السلام". وجودهم هو جزء من تنفيذ الاتفاق الثلاثي الذي أنهى حرب ناغورنو كاراباخ الثانية / حرب الـ44 يومًا في 2020. أما المجموعة العسكرية الثانية، فقد تم التعرف عليها على أنها جنود داخلية من أذربيجان تابعة لوزارة الداخلية من خلال تمويهها الصحراوي الفنلندي M04 Hellekuvio . خوذهم ذات الحافة المرتفعة (دوائر حمراء) تشير إلى أنّهم ينتمون إلى القوات الخاصة لهذه الوحدة. تمت ملاحظة أن موقعهم محصورًا بأوتوستراد فوزولي-شوشي ، وليس تقنيًا على طريق ممر لاتشين. تم الإبلاغ عن وجود عناصر عسكرية أذربيجانية من قبل وسائل الإعلام الدولية.
الرسم التوضيحي 5:
تحديد الوحدات العسكرية المتواجدة في الاحتجاج المزعوم للناشطين البيئيين: قوات حفظ السلام الروسية والجنود الداخليين الأذربيجانيين
المصادر:
لوموند؛
fareastmilsim.com؛Camopedia.com
تُعرض مجموعة هذه العوامل على السكان الأرمن في ناغورنو-كاراباخ على أنها واقع مفروض؛ في منتصف طريق غوريس -ستيباناكيرت السريع تمامًا (طريق ممر لاتشين)، تقف حشود بشرية من "النشطاء البيئيين" المفترضين بجانب الخيام التي أقيمت على الرصيف. يحيط بهم قوات حفظ السلام الروسية وقوات أذربيجان الداخلية، كما هو موضح في الصورة 6.
صورة 6:
الناشطون البيئيون المزعومون يغلقون طريق ممر لاتشين، ويحيط بهم قوات حفظ السلام الروسية والجنود الداخليين الأذربيجانيين
المصدر: فيسبوك
لقد أدّى هذا الوضع إلى خلق عائق مادي وبيئة عدائية في ممر لاتشين، مما أثار شعورًا بعدم الأمان الجسدي ورعبًا نفسيًّا لأي مسافر أرمني. نظرًا لعدم وجود مناجم في المنطقة المجاورة، يظل قرار إغلاق هذا الطريق تحديدًا للاحتجاج على الأنشطة التعدينية الأرمنية المزعومة في المنطقة غير مبرر وغير مفسر.
صورة 7:
الناشطون حركة المرور المتوقفة بجانب إشارة الطريق مع الركاب واقفين خارج مركباتهم
المصدر: First News
تُظهر صورة أخرى تم نشرها على First News في 15 كانون الأول، حركة مرور محظورة في اتجاه واحد من طريق ذي اتجاهين، مع عدد قليل من الركاب الذين خرجوا من سياراتهم. كانت عملية تحديد الموقع الجغرافي لهذه الصورة تهدف إلى تحديد المنطقة التي حدث فيها هذا التوقف الاستثنائي لحركة المرور. تحتوي لافتة الطريق على أسماء ثلاث مدن والمسافات اللازمة للوصول إلى كل منها.
باستخدام المعلومات المنقوشة على لافتة الطريق، تم رسم دائرتين نصف قطرها 90 كيلومترًا (دائرة زرقاء) وثمانية كيلومترات (دائرة حمراء) حول غوريس وشوشي على التوالي، كما هو مبيّن في الرسم التوضيحي 6. قلصت هذه الدائرة المنطقة المعنيّة إلى منطقة صغيرة داخل الدائرة الحمراء.
الرسم التوضيحي 6:
تحديد الموقع الجغرافي لإشارة الطريق باستخدام الصور الفضائية مع ما هو مكتوب من مدن ومسافات
المصدر: غوغل إيرث
تم الحصول على مجموعة من الصور المفيدة لنفس لافتة الطريق باستخدام تقنية البحث العكسي للصور على غوغل، والتي حددت موقع لافتة الطريق بالقرب من المعالم القابلة للتحديد، كما هو مبين في الرسم التوضيحي 7. تظهر الصورة في أعلى اليمين قوات حفظ السلام الروسية واثنين من دباباتهم، مما يشير إلى انتشارهم المبكر في هذا الموقع. باستخدام الصور الفضائية، تم تحديد الموقع الجغرافي لحركة المرور عند منحنى على طريق ممر لاتشين؛ المتجه جنوبًا من ستيباناكيرت إلى شوشي بحسب إحداثيات نظام تحديد المواقع: 39.79706، 46.76712. يبرز الرسم التوضيحي 7 المنحنى المطابق، سقف الطوب البني (دوائر خضراء)، حديقة بيضاوية خضراء (دوائر زرقاء داكنة) بجانب مدخل ومخرج (دوائر حمراء، دوائر قرمزية)، واثنين من المنازل على قمة تلة (دوائر زرقاء، دوائر زرقاء فاتحة).
تُظهر حركة المرور على الطرق باتّجاه موقع الاحتجاج المزعوم للناشطين البيئيين بوضوح وجود عائق مادي. أصبح المسافرون من ناغورنو-كاراباخ، الذين كانوا سابقًا يتمتعون بحرية التنقل، معزولين عن أرمينيا.
الرسم التوضيحي 7:
تحديد موقع حركة المرور المتوقفة من خلال مقارنة العناصر البصرية مع الصور الفضائية
المصدر:
غوغل إيرث؛ إنستغرام؛ Civilnet
شكّل فرض الحصار مرحلة الانطلاق باستراتيجية متعددة الأوجه تتضمّن تكتيكات متنوعة، بدءًا من الاحتجاج المزعوم للناشطين البيئيين وصولاً إلى إقامة نقطة تفتيش عسكرية عند مدخل طريق ممر لاتشين. وقد تم تسليح الاحتجاج المزعوم بوجه السكان الأصليين في ناغورنو-كاراباخ، وكان مشحونًا بحدة النزعة القومية-الإثنية الشديدة والكراهية ضد الأرمن.
ساهمت المشاركة الحرة المفتوحة للجميع والحضور المتنوع للفاعلين، بعضهم بمهام سياسية وعسكرية وفقًا للاتفاق الثلاثي لعام 2020، والبعض الآخر بمهام قومية-إثنيّة وحكومية، في خلق نقطة اختناق مركزة حيث أصبح القانون والنظام بإدارة مشتركة من أصحاب النفوذ وعملاء السلطة. معًا، أغلقوا بوضوح طريق ممر لاتشين ولم يؤمّنوا أي سبيل يمكّن قوافل الإمدادات الإنسانية والمسافرين الأرمن من الدخول والخروج بحرية وأمان ودون شروط وبدون عرقلة.
وموقع هذا الاحتجاج، بين العاصمة ستيباناكيرت وأرمينيا، وتحديداً عند المدخل الجنوبي الغربي لشوشي، وفر للجماهير حماية تكتيكية بفضل القوات الداخلية الوطنية الأذربيجانية التي بدأت بأن تمركز لها وجودًا عسكريًّا هناك بعد حرب ناغورنو-كاراباخ الثانية / حرب الأيام الأربعين لعام 2020.
الزعم الثاني: الحق في إقامة نقطة تفتيش
استمرت الاحتجاجات المسلحة في خلق أزمة إنسانية لأكثر من خمسة أشهر قبل حدوث تغيير مفاجئ في التكتيك. في 23 نيسان، عبرت وحدات عسكرية أذربيجانية إلى ممر لاتشين وأقامت نقطة تفتيش عسكرية عند مدخله، مما ثبّت السيطرة على الإقليم لأول مرة منذ انتهاء الحرب الثانية في ناغورنو-كاراباخ / حرب الـ44 يومًا في 2020. في 28 نيسان بعد مرور أشهر على الاحتجاج المزعوم للناشطين البيئيين، أعلن ما يسمّى بالمتظاهرين أنهم لن يقوموا بالانسحاب من موقعهم حتى إشعار آخر.
أشارت تقارير متعددة إلى موقع نقطة التفتيش بالقرب من جسر فوق نهر هكري. استخدمت الصور الفضائية لتتبع النهر بالقرب من حدود أرمينيا وأذربيجان، مما أدى إلى ظهور موقع مشبوه كما هو مبيّن في الصورة الوسطى من الرسم التوضيحي 8. في وقت كتابة هذا التقرير، كانت هذه الصورة هي الأحدث المتاحة على غوغل إيرث لهذا الموقع، بتاريخ نيسان 2022. أظهرت الصورة الجسر وهو لا يزال قيد الإنشاء. بعد بضع ساعات من تثبيت نقطة التفتيش، حصلت قناة الأخبار الأرمينية الأولى على صورة فضائية أحدث (الصورة السفلية) أظهرت أن بناء الجسر كان قد اكتمل تقريبًا. تم تحديد موقع نقطة التفتيش بإحداثيات نظام تحديد المواقع: 39.565794879554126، 46.571236929402545 من خلال مقارنة الصورتين الفضائيتين مع لقطة شاشة من فيديو تم نشره على تويتر (الصورة العليا). تشمل الميزات المتطابقة التلال الصخرية المخططة (دوائر قرمزية)، ضفاف النهر (دوائر بيجية)، المسار الرملي المنحني (دوائر خضراء)، الطريق الرئيسي الذي يعبر الجسر (خطوط حمراء)، وساحة مستطيلة (دوائر زرقاء).
الرسم التوضيحي 8:
تحديد الموقع الجغرافي لنقطة التفتيش باستخدام صورتين فضائيتين ولقطة شاشة واحدة
المصادر: قناة الأرمن الأولى )الصورة السفلى)؛ غوغل إيرث )الصورة الوسطى)؛ تويتر
)الصورة
العليا)
من خلال نقطة التفتيش، قامت أذربيجان بتعزيز حصار شامل عسكريًّا وتكريس هذا الحصار على ناغورنو-كاراباخ تحت غطاء القانون الدولي وحقوق الدولة في تحقيق سلامة أراضيها بحيث استجابت بذلك فعليًّا لضغوط المجتمع الدولي لاحترام القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان من خلال تقديم التزام مقابل بالقانون الدولي يتمحور حول الحقوق السيادية.
أظهرت أذربيجان أنها كانت جاهزة للّعبة الطويلة؛ بمجرد تصاعد مطالب المجتمع الدولي لفتح ممر لاتشين، بما في ذلك المطالبة بتنفيذ القرارات الصادرة عن محكمة العدل الدولية في 22 شباط و6 تموز، حولت أذربيجان التركيز من الحاجة إلى حماية البيئة إلى الحق في ضمان سلامة أراضيها وإنهاء ما يُسمى بتهريب الأسلحة. لم يُحاسب هذا الخطاب الرسمي في أي مرحلة من الحصار ولا بعد الاستيلاء الكامل على ناغورنو-كاراباخ.
لم يعد الوجود العسكري الأذربيجاني مقصورًا على ضواحي شوشي على طريق فوزولي-شوشي السريع (طريق النصر). إن نشر جهاز الحدود الأذربيجاني شكل أول وجود عسكري رسمي على طريق ممر لاتشين.
في حين ضعُف الاتفاق الثلاثي بالفعل بسبب الاحتجاج المزعوم، إلا أنه أصبح من الواضح الآن انتهاكه وإبطاله بشكل تام بواسطة نقطة التفتيش.
ميدانيًّا، عززت هذه النقطة المؤسسية السيطرة على الأراضي والسكان والمعلومات. وقد أتاحت الفرصة للاعتقالات الحكومية للمواطنين والممثلين من أصل أرمني. بعد الهجوم العسكري في أيلول/ سبتمبر، أصبحت نقطة التفتيش الحارس النهائي، مما زاد بشكل حاد الرعب النفسي ضد الأرمن الأصليين الذين فروا من ناغورنو-كاراباخ.
قد تكون نقطة التفتيش أيضًا هي المعقل الذي يحاصر حق العودة لأولئك الذين يرغبون في هذه العودة.
الزعم الثالث: كانت هناك طرق بديلة
مع تأكيد إغلاق طريق ممر لاتشين، كانت أسرع طريقة للتحقق مما إذا كان الأرمن في ناغورنو-كاراباخ لديهم طريق بديل إلى أرمينيا هي استخدام خرائط غوغل. استفادت أذربيجان من الأزمة الإنسانية التي سببتها من خلال اقتراح تولي مسؤولية توفير المساعدات للسكان لتعزيز السيطرة على الإقليم والسكان بشكل أكبر.
إنّ أبسط وأقصر طريقة للبحث عن طرق بديلة كانت طلب الاتجاهات من خرائط غوغل. في 13 أيلول/ سبتمبر، الساعة 21:24، تم تنفيذ استعلام الاتجاهات من ستيباناكيرت إلى يريفان (وجهة أرمينية ذات خط عرض تقريبي مشابه لخط عرض ستيباناكيرت)، كما هو مبيّن في الصورة 8. أظهر هذا البحث نقطتين محتملتين لعبور الحدود: طريق بيردي-إيستيسو-كيلبيسير يولو بمدة انتقال من 5 ساعات و5 دقائق بالسيارة لمسافة 323 كيلومتر عبر ممر سوتك إلى M11 في أرمينيا، وطريق غوريس-ستيباناكيرت (طريق ممر لاتشين) بمدة انتقال من 5 ساعات و53 دقيقة بالسيارة لمسافة 328 كيلومتر عبر ممر لاتشين.
صورة :8
لاستفسار عن اتجاه الطرقات على خرائط غوغل من ستيباناكيرت / خانكندي إلى يريفان
المصدر: خرائط غوغل
وهذا نظريًا يعني أن هناك طريقًا آخر يتجه شمال غرب المنطقة ويصل ستيباناكيرت بأرمينيا. يبدو أن عبور الحدود البديل عبر ممر سوتك قد تم اقتراحه من قبل حساب @DataQarabag على X منذ بضعة أيام من بدء الاحتجاج المزعوم للناشطين البيئيين، كما هو موضح على خريطتهم في الصورة 9.
بعد توضيح الطرق المختلفة التي استخدمها الفاعلون الأذربيجانيون لفرض قيود على حركة المرور الحرة على طريق غوريس-ستيباناكيرت (طريق ممر لاتشين)، كان من الضروري التحقق من إمكانية القيادة عبر ممر سوتك من أذربيجان إلى أرمينيا.
يبدو أن ممر سوتك كان مفتوحًا قبل تشرين الأول 2019، كما هو مبيّن في الصورة 10. تكشف أحدث الصور الفضائية على غوغل إيرث، المؤرخة في تموز 2023،كما هو مبين في الصورة 11، عن الحواجز العسكرية مع تل رمل صناعي على الجانب الأرميني وحواجز طرق متعددة الطبقات على الجانب الأذربيجاني.
صورة :10
صور فضائية تاريخية لممر سوتك في عام 2019
المصدر: غوغل إيرث
صورة :11
صور فضائية حالية لممر سوتك في تشرين الثاني 2023
المصدر: غوغل إيرث
على الرغم من وجود خيارات نظرية للسفر، كان الهدف من تحليل الموقع الجغرافي هذا هو فهم ما إذا كانت أي من تلك الخيارات قابلة للتنفيذ ويمكن أن تضمن الحرية والأمان في الحركة مع مراعاة الروابط الشخصية والثقافية بين مجموعتين سكانيّتين مختلفتين من جهة أخرى. مع إغلاق ممر سوتك أمام المركبات، ثبت أن الطريقين العابرين للحدود كانا غير قابلين للوصول وأن جميع الطرق الأخرى تنطلق من أذربيجان.
ظل طريق ممر لاتشين هو الرابط البري الوحيد الممكن بين ناغورنو-كاراباخ وأرمينيا.
صورة :12
صور فضائية حالية لممر سوتك في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023
المصدر: غوغل إيرث
في 14 تموز، اقترح وزير الخارجية الأذربيجاني جيهون بايراموف على اللجنة الدولية للصليب الأحمر طريق أغدام-أسكيران لتلبية "احتياجات السكان الأرمن". كما لوحظ في الصورة 12، فإن أغدام تقطع الروابط الجغرافية بين ناغورنو-كاراباخ وأرمينيا.
بدلاً من حماية الاتصال الحر بين ناغورنو-كاراباخ وأرمينيا، تم تقليص التركيز على حق الحركة الحرة للأشخاص والبضائع إلى مجرد حق الوصول إلى المساعدات، وهو تشويش لفظي استمر طوال فترة الحصار.
لم ينتهك هذا الاقتراح فقط البند 6 من الاتفاق الثلاثي لعام 2020، بل قدم أيضًا استراتيجية دمج قسرية حيث سيكون الأرمن الأصليون بالكامل معتمدين على المساعدات الأذربيجانية، وسيتم إلغاء شريان الحياة الحيوي لطريق ممر لاتشين، وسيتزعزع استقلال الحكم السياسي الذاتي لجمهورية أرتساخ.
إن بناء الحواجز مع الزعم بتقديم مستقبل آمن للتعايش كشف عن كيفية الحياة في أذربيجان إذا تمسك الأرمن الأصليون بأرضهم.
الاستنتاج
في 7 آب، دعت
مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان (OHCHR) أذربيجان إلى إعادة الحركة الحرة على طريق ممر لاتشين على الفور. في 16 آب، عقد مجلس الأمن الدولي جلسة حول الأزمة الإنسانية ودعا أيضًا إلى إعادة
فتح ممر لاتشين. أصبحت أذربيجان مرة أخرى معروفة عالميًا بوصفها المتنمر في منطقة القوقاز الجنوبي الذي يتجاهل معايير حقوق الإنسان الدولية. تحت وطأة الضغوط، كان على الحكومة الأذربيجانية تعديل استراتيجيتها، مع الحرص على عدم تحول ناغورنو-كاراباخ إلى نقطة ضعف لها.
في 12 أيلول، اعترف رئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل بطريق أغدام-أسكيران كخيار لتوصيل المساعدات الإنسانية، ولكنه لا يزال يدعو إلى إعادة فتح طريق ممر لاتشين.
تمكنت أذربيجان من استغلال خطابها الملتبس لتعزيز مصداقية دبلوماسية مع المجتمع الدولي، دون الحاجة إلى تقديم أي تنازلات في مفاوضاتها أو التراجع عن أي من المزاعم التي تم التحقيق فيها في هذا التقرير.
أظهرت الأسابيع القليلة التي تلت ذلك بوادر تشير إلى احتمال تخفيف الحصار. في 17 أيلول، تم الإعلان عن اتفاق بين الحكومة الأذربيجانية والحكومة الذاتية لجمهورية ناغورنو-كاراباخ لاستخدام كل من طريق أغدام-أسكيران وطريق ممر لاتشين لتقديم المساعدات الإنسانية. تم عرض الإعلان كنجاح من قبل أذربيجان في مفاوضاتها مع قادة أرتساخيين في العديد من وسائل الإعلام الأذربيجانية. في 18 أيلول تم نقل المساعدات الإنسانية إلى ناغورنو-كاراباخ عبر طريق أغدام-أسكيران.
في اليوم التالي، في 19 أيلول، شنت أذربيجان عملية عسكرية في ناغورنو-كاراباخ، وصفتها وزارة الدفاع الأذربيجانية بأنها "إجراءات محلية لمكافحة الإرهاب" للحفاظ على بيان الثلاثية لعام 2020 وتحقيق سلسلة من الأهداف الاستراتيجية:
"[…]قمع الاستفزازات الواسعة النطاق في منطقة كاراباخ الاقتصادية، تجريد السلاح وتأمين انسحاب تشكيلات القوات المسلحة الأرمنية من أراضينا، تحييد بنيتها التحتية العسكرية، توفير سلامة السكان المدنيين الذين عادوا إلى الأراضي المحررة من الاحتلال، المدنيين المشاركين في أعمال البناء والترميم وأفراد قواتنا العسكرية، وفي النهاية استعادة النظام الدستوري لجمهورية أذربيجان."
شكّل هذا الهجوم أكبر وأوضح عملية استيلاء على الأراضي منذ الحرب الثانية في ناغورنو كاراباخ / الحرب ذات الأربعة والأربعين يومًا في عام 2020. أسفرت الهجمات العسكرية البرية والجوية عن استسلام شامل وتدمير وإعادة تشكيل منطقة ناغورنو-كاراباخ. وقد حققت هذه العملية نجاحًا حاسمًا.
في حين أن إغلاق الطريق وإقامة نقطة تفتيش خلقا ظروفًا تهدد بشكل كبير وجود السكان الأصليين بالكامل، وهو ما وصفه المدعي العام المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية لويس أوكامبو بأنه ستدعي تفعيل المادة الثانية (ج) من اتفاقية الإبادة الجماعية، فإن الهجوم العسكري قد زاد من تفاقم هذه الظروف لتحقيق تطهير عرقي كامل. منذ ذلك الحين، لا تزال الجرائم الحربية والإبادة الجماعية تُدرس وتُثبت: النقل القسري الكامل لجميع الأرمن العرقيين التاريخيين من وطنهم؛ القتل الجماعي، حالات التعذيب؛ الاحتجاز التعسفي للمدنيين والممثلين؛ النهب والاستيلاء على القرى والمدن؛ وتدمير التراث الثقافي. لم تُحاسب أذربيجان بعد على أي من هذه الجرائم.
مع البيانات المتاحة في هذا التقرير، من الواضح أن حربًا غير تقليدية بدأت في 12 كانون الأول 2022 وبلغت ذروتها في حرب تقليدية في 19 أيلول 2023 مع انتصارات مدوية في كل خطوة على الطريق.
تم استخدام العديد من تكتيكات الحرب الهجينة والتقليدية لتحقيق أهداف متعددة من تدمير المجتمع ومسح هويته خلال فترة لا تتجاوز عشرة أشهر. لم يكن الهجوم العسكري في أيلول ليحقق النجاح الشامل دون الخطوات المحسوبة التي سبقت ذلك.
كان الحصار، من حيث تصميمه أو تنفيذه، مبتكرًا ومتعدد الأبعاد. فقد كان حصارًا مثاليًا استغل الثغرات الجغرافية والجيوسياسية لتحقيق أهداف دقيقة ومعقدة خلال فترة زمنية قصيرة جدًا.
تسلط هذه التحليلات الاستقصائية الضوء أيضًا على أسئلة جديدة تتطلب مزيدًا من البحث، خاصة:
- كيف تمكنت أذربيجان، التي لا تمتلك خبرة سابقة في تنفيذ حصارات شاملة ومعقدة، من تصميم وإدارة حصار ناغورنو-كاراباخ؟
- هل كان لدى أذربيجان شركاء متواطئون في تصميم وتنفيذ حصار ناغورنو-كاراباخ؟
بما أنّ حق العودة للأرمن الأرتساخيين المشرّدين لم يؤمّن بعد، فإنّ الحصار المفروض على أرتساخ ناغورنو-كاراباخ، لا يزال مستمرًا إذ لا يوجد أي سبيل للعودة إلى الوطن.
###
نبذة عن اتحاد أرتساخ
إنّ اتحاد أرتساخ، هو عبارة عن منظمة مجتمع مدني قاعديّة، تأسست على يد المواطن أرتاك بيغلاريان في أعقاب النزوح القسري للأرمن في أرتساخ (ناغورنو-كاراباخ) بعد العدوان الإبادي والحصار الذي دام تسعة أشهر من قبل أذربيجان في عام 2023. وتتمثل مهمة هذا الاتّحاد في الدفاع عن الحقوق الجماعية والفردية للأرمن في أرتساخ على مستوى العالم. وهي ملتزمة بتيسير العدالة والمساءلة الدولية وحماية حق عودة المجتمع الأرمني التاريخي إلى أرض أجدادهم.
نبذة عن المكتب العام لزوفيكيان
تأسس
المكتب العام لزوفيكيان (ZPO)
سنة 2015 لخدمة المجتمعات التي تواجه الأزمات والجرائم الفظيعة. نحن ملتزمون بإسماع أصواتهم من خلال البحوث والثقافة والدعوة والسبل الدبلوماسية. نحن ملتزمون كل الالتزام بتحقيق العدالة والمساءلة للأرمن الأرتساخيين في ناغورنو-كاراباخ.