قادة حقوق الإنسان في لبنان يحثّون واشنطن على تحرّك عاجل لصون الحريات الدينية في ظل تفاقم المخاطر الجيوسياسية
بيان صحفي
2 أيلول 2025
الكلمات الرئيسية: الأقليات في الشرق الأوسط؛ الحريات الدينية الدولية؛ الحوار بين الأديان؛ تمثيل المجتمع؛ حقوق الإنسان؛ سياسة الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط
بيروت، لبنان – 2 أيلول 2025: نظّمت الرابطة السريانية بالشراكة مع المكتب العام لزوفيكيان (ZPO) منتدىً حواريًّا رفيع المستوى حول الحريات الدينية الدولية، تمّ خلاله استضافة نادين ماينزا، القيادية الأميركية البارزة في مجال الحريات الدينية الدولية (IRF) ، في زيارة لها إلى لبنان. وقد جمع المنتدى نخبة من الأكاديميين وقادة المجتمع المدني وصنّاع القرار والصحافيين، في مسعى إلى الإسهام في بلورة توجّهات السياسة الأميركية والدولية حيال المنطقة.
وقالت ماينزا: "الحرية الدينية ليست خياراً ثانويًّا، بل هي حجر الأساس للسلام والاستقرار والتعايش المستدام. ويتعيّن على الولايات المتحدة أن تضعها في صميم سياستها الدبلوماسية في المنطقة".
ماينزا، التي تُعد من أبرز المدافعين عالمياً عن الأقليات الدينية، هي حاليًّا الرئيسة المشاركة للمنتدى الحواري للحريات الدينية الدولية في واشنطن ورئيسة معهد IGE للمشاركة العالمية كما أنها شغلت سابقاً منصب رئاسة الأمانة العامة للجنة الحريات الدينية العالمية (USCIRF).
ويعقد هذا الحوار في وقت حرج بالنسبة لتشكيل وتنفيذ السياسات الأميركية تجاه الشرق الأوسط، في ظل ما يواجهه لبنان والمشرق العربي من ضغوطات جيوسياسية متصاعدة. وقد اعتُبر التنوع الديني في لبنان مصدر قوة وفي الوقت ذاته نقطة هشاشة، فيما شدّد المتحدثون على ضرورة حماية المجتمعات المهددة، ودعم المجتمع المدني، وتعزيز الحوكمة المحلية، وسيادة القانون وتُعدّ حرية الدين في المنطقة أولوية تتقاطع فيها حقوق الإنسان مع الأمن على المدى الطويل.
وقال حبيب أفرام، رئيس الرابطة السريانية ومستشار رئيس الجمهورية اللبنانية لشؤون حقوق الإنسان والحوار بين الأديان: "إنّ غياب الديمقراطية والحريات ومبادئ حقوق الإنسان وتنامي الإرهاب هو من علامات الشرق وتهز وجدان كل شعوب المنطقة. فكيف نوقف الدم؟".

الصورة بعدسة © 2025 كارول حبيقة / المكتب العام لزوفيكيان.
شارك في المنتدى الحواري الرفيع المستوى حول الحريات الدينية الدولية كل من السيّد حبيب أفرام، رئيس الرابطة السريانية ومستشار رئيس الجمهورية اللبنانية لشؤون حقوق الإنسان والحوار بين الأديان، وميشال زوفيكيان، عضو مجلس إدارة المكتب العام لزوفيكيان.
وقال حبيب أفرام، رئيس الرابطة السريانية ومستشار رئيس الجمهورية اللبنانية لشؤون حقوق الإنسان والحوار بين الأديان: "إنّ غياب الديمقراطية والحريات ومبادئ حقوق الإنسان وتنامي الإرهاب هو من علامات الشرق وتهز وجدان كل شعوب المنطقة. فكيف نوقف الدم؟".
وشارك نحو 20 ممثلاً عن مختلف المكوّنات اللبنانية في عرض رؤاهم وقراءاتهم المبنية على بيانات وأدلة، بهدف المساهمة في صياغة مقاربات أكثر استجابة وفاعلية لتعزيز حرية الدين والمعتقد، وترسيخ التعددية والمرونة والاستقرار في المنطقة. ومن اللافت أن لحظات مرتفعة التوتّر خلال النقاش فتحت المجال أمام الخبراء للتعبير عن مخاوفهم العميقة وخلافاتهم الصريحة.
وأضافت ماينزا: "أقدّر كثيراً الفرصة للاستماع بشكل مباشر إلى قادة لبنانيين يتمتّعون بخبرة واسعة وعميقة في هذه القضايا".
إنّ غياب الديمقراطية والحريات ومبادئ حقوق الإنسان وتنامي الإرهاب هو من علامات الشرق وتهز وجدان كل شعوب المنطقة. فكيف نوقف الدم؟
حبيب أفرام — رئيس الرابطة السريانية ومستشار رئيس الجمهورية اللبنانية لشؤون حقوق الإنسان والحوار بين الأديان -
أمن جانبه، أفاد ميشال زوفيكيان، عضو مجلس إدارة المكتب العام لزوفيكيان: "توفير مجالات آمنة للحوار الجاد والمحترم يسد الفجوة بين التحليلات والخبرات المحلية، ويهيء الأرضية أمام حلول وتسويات وفرص مستدامة".
واختُتمت الجلسة بالتأكيد الإجماعي على أن الدفاع عن الحرية الدينية في لبنان ومحيطه لا يمكن أن يتحقق في ظل بيئة يسودها الضعف والعنف والاضطراب الجيوسياسي. يتطلّب الأمر شجاعة أخلاقية وسياسية عاجلة لتطبيق الدعوات إلى العمل، بما في ذلك – وليس حصراً – تحقيق المواطنة المتساوية، وتوفير الحماية بما يتجاوز تبسيط قضايا "الأقليات"، والعمل على حل النزاعات بشكل حقيقي وجذري.
وقالت لين زوفيكيان، مؤسّسة المكتب العام لزوفيكيان "لا بدّ أن تولي واشنطن اهتمامًا جادًّا للهواجس المشروعة والعاجلة التي طُرحت اليوم، لتتعاون بالشراكة مع المجتمعات المحلية على إرساء الأسس التي تحمي الحريات الدينية، وتمهّد الطريق نحو مستقبل مستدام وآمن يستحقه كل مكوّن في المجتمع".
لا بدّ أن تولي واشنطن اهتمامًا جادًّا للهواجس المشروعة والعاجلة التي طُرحت اليوم، لتتعاون بالشراكة مع المجتمعات المحلية على إرساء الأسس التي تحمي الحريات الدينية، وتمهّد الطريق نحو مستقبل مستدام وآمن يستحقه كل مكوّن في المجتمع.
- لين زوفيكيان – مؤسِّسة، المكتب العام لزوفيكيان
###
نبذة عن الرابطة السريانية
تأسست الرابطة السريانية عام 1975، وهي منظمة لبنانية غير ربحية وغير حزبية وغير حكومية. تهدف إلى أن تكون صوت المجتمع السرياني والأقليات المسيحية في لبنان، وإلى جمع الأشخاص الذين يشاركونها أهدافها الثقافية والاجتماعية والإنسانية.
صفحة فيسبوك: Syriac League
نبذة عن المكتب العام لزوفيكيان
منذ تأسيسه عام 2015، يعمل
المكتب العام لزوفيكيان (ZPO) جنبًا إلى جنب مع المجتمعات ومع الناجين من الجرائم المروّعة والانتهاكات الجسيمة التي شهدها الشرق الأوسط وجنوب القوقاز. ومن خلال أبحاث رصينة، وإبداعات ثقافية، ودبلوماسية إنسانية ملهمة، يكرّس المكتب جهوده للدفاع عن الحقيقة، وضمان استعادة الكرامات، وبناء مجتمع تسوده العدالة وحريص على المحاسبة.