بعد أربع سنوات على انفجار مرفأ بيروت، الفرح يتجلّى في لوحة فنية تجسّد التعافي وتمكين المرأة
بيان صحفي
29 آب 2024
الكلمات الرئيسية: انفجار بيروت؛ بيروت المعاد تخيلها؛ لبنان؛ النساء؛ التعافي؛ إعادة البناء؛ الشفاء؛ الثقافة؛ العدالة؛ المساءلة؛ العمل الخيري
بيروت، لبنان – 29 آب 2024: في ظلّ استمرار لبنان في مواجهة نقص الدعم من المجتمع الدولي، وتأثير حرب غزّة الشديد على الأمن والمجتمع والاقتصاد، أصدر المكتب العام لزوفيكيان (ZPO) أحدث إبداع ثقافي له تكريماً لمساعي تحقيق المساءلة والعدالة لضحايا أكبر انفجار غير نووي في تاريخ العالم الحديث.
في عام 2022، قامت مؤسِّسة المكتب العام لزوفيكيان (ZPO) لين زوفيكيان، وهي فاعلة خير معروفة، ورائدة أعمال، ومغنية أوبرا، بتكليف الفنانة اللبنانية الشابة والمبدعة، نعومة حنين، في تصوير إعادة بناء بيروت وإعادتها إلى الحياة بعد الانفجار الذي دمّرها، مستفيدةً من الأبحاث والتحليلات الاستراتيجية التي طورها مكتب (ZPO) لدعم لبنان.
"ماذا لو زهَّرَتِ المرأةُ في بيروتِنا؟" هو عنوان العمل الفني وكذلك السؤال الاستراتيجي الذي سعى هذا الإبداع الثقافي للإجابة عليه.
وهذا العمل الفني مصحوبٌ أيضاً بقصيدة، من تأليف لين زوفيكيان، تلتقط إيقاع الرسائل الضمنيّة لعمل حنين الإبداعي. القطعة الموسيقية بعنوان "الرقص اللبناني (الدبكة)" التي نظمّه إدوارد طريقين وأدّتها كورال الفيحاء الوطني في
الحفل الافتتاحي لمبادرة "إعطاء الصوت للموسيقى"
في 2023 تقدم للمشاهدين تجربة حسية متعددة تجمع بين الإلهام والتأمل.
باستخدامها الوسائط المختلطة على الورق، أعادت حنين بناء وتصور بيروت مع الحقوق الإنسانية والكرامة التي تستحقها المدينة وسكانها. يبلغ حجم العمل الفني 104 × 74 سم وهو مفعم بالألوان المبهجة، والكثير من الخضرة، والتراث، والموسيقى. على عكس منظر بانورامي لمناطق بيروت المدمرة على طول ساحلها، الأحياء الرئيسية في العاصمة المصورة بشكل جميل مع تصميم حضري يكرم التراث ويركز على النساء ويعج بالخضرة تحولت العاصمة إلى مدينة صديقة للعائلات والأطفال، ساحرة ومنفتحة على جميع سكانها والأجيال القادمة. والواضح تمامًا هو وجود الفرح والسلام والنور في المدينة، الذي يظهر كل منهم في كل خط رسمته الفنانة وكل حركة قامت بها.

مصدر الصورة ⓒ ٢٠٢٤ ديمة طوبجي \ المكتب العام لزوفيكيان
[هذه هي] رسالة الأمل والسعادة التي نبعثها لبيروتنا، لأن جميع اللبنانيين وسكان هذه المدينة يستحقونها.
- لين زوفيكيان – مؤسِّسة، المكتب العام لزوفيكيان
"أردت أن أترجم رؤية لين بألواني الخاصة، لكنني وجدت الأمر صعباً للغاية لأنني لم أتمكن من تصديق أي شيء سوى "الديستوبيا" التي يعاني منها لبنان. كان لا بدّ لي من أن أتقبّل أهوال عالمنا أولاً قبل أن أتمكن أخيراً من إنهاء تصوّر بيروت التي نريد بعد عامين"، قالت حنين، التي تتخذ من باريس، فرنسا مقراً لها.
وصفت زوفيكيان رحلتهما: "قضينا ما يقارب عامين ونحن نغمر الحب بالألوان، ونجسّد السحر على الورق، ونعطي للطاقة شكلاً. كانت قصة بيروت صعبة السرد، ومع ذلك أصرّينا على احتواء وملء الفراغ."
وأضافت: "ذات يوم علمنا بجهوزية نعومة عندما بدأت برسم نصب ذكرى تفجير بيروت الذي هو أقل ما نستحق، وهو بيروت التي نريد، من خلال أعين واحتياجات نسائها."
الفن هو اختيار الجمال وهو وسيلة للمقاومة.
- نعومة حنين – رسامة وفنانة
" إنّ القطعة المجسّدة لهذا الإبداع الثقافي هي عبارة عن تذكار لضحايا انفجار بيروت والناجين منه، واقفون جنباً إلى جنب، يخرجون كتكتّل صخري طبيعي من البحر الأبيض المتوسط والشمس مشعة فوقهم. على الشاطئ توجد أهراءات القمح التاريخية التي حمت المدينة من ذلك اليوم المشؤوم، وقد أعيد بناؤها وتجديدها بحدائق معلقة تنبعث من صميمها.
"الفن هو اختيار الجمال وهو وسيلة للمقاومة"، وصفت نعومة.
في رسالة شخصية للأشخاص المميّزين الموجهة لهم هذه النسخة الحجرية من العمل الفني، من صحفيين، ورجال فكر، وأطباء، كتبت زوفيكيان: "تعلمت مؤخراً من طبيب نفسي حكيم أن الفرح هو أعظم ما يمكن فعله للمقاومة ضد أولئك الذين حاولوا تدميرنا ولكنهم فشلوا. [هذه هي] رسالة الأمل والسعادة التي نبعثها لبيروتنا، لأن جميع اللبنانيين وسكان هذه المدينة يستحقونها."

مصدر الصورة ⓒ ٢٠٢٤ نعومة حنين
أردت أن أترجم رؤية لين بألواني الخاصة، لكنني وجدت الأمر صعباً للغاية لأنني لم أتمكن من تصديق أي شيء سوى ”الديستوبيا“ التي يعاني منها لبنان. كان لا بدّ لي من أن أتقبّل أهوال عالمنا أولاً قبل أن أتمكن أخيراً من إنهاء تصوّر بيروت التي نريد بعد عامين.
- نعومة حنين – رسامة وفنانة
منذ آب 2020، وزوفيكيان تدافع عن منح النساء صوتاً محوريًّا في مشروع التعافي وإعادة الإعمار وشفاء العاصمة. هي دعمت جهوداً وطنية وشعبية متنوعة، بدءًا من تقديم المشورة بالنسبة لإطار عمل الإصلاح والتعافي وإعادة الإعمار الذي تقوده الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي (3RF) وصولاً إلى إدارة التمويل الدولي باتجاه التنمية، ودعم منظمات غير حكومية وبرامج بقيادة النساء، وتشجيع الموسيقيين على تعزيز مواجهتهم للضغوط الاجتماعية والاقتصادية والثقافية. مع ذلك، ومع مرور كل عام، هذا التعافي المتقطع وهذه الإصلاحات الفاشلة تضعف فرص بيروت وسكانها للشفاء والتقدم بشكل شامل وكامل، تاركة خلفها فقدان الطبقة الوسطى وتزايد الأسر الفقيرة.
"من الضروري ألا نترك أي عائلة أو امرأة أو طفل بينما لا يعرف لبنان سوى تعافيًا متقطّعًا، من دون وجود أية أسس وإصلاحات له"، أوضحت زوفيكيان. "وهذا ما أكّدت نعومة على عدم حدوثه في عملنا الإبداعي".
وأضافت زوفيكيان: "مع تنوّع النساء من حيث العمر، واللون، والأسلوب، والرؤية العالمية في هذا العمل، يساعد هذا الإبداع الثقافي في نمذجة ما يمكن أن يبدو عليه تحقيق العدالة الشخصية والجماعية. وكل ذلك قابل للتحقيق."
مع تنوّع النساء من حيث العمر، واللون، والأسلوب، والرؤية العالمية في هذا العمل، يساعد هذا الإبداع الثقافي في نمذجة ما يمكن أن يبدو عليه تحقيق العدالة الشخصية والجماعية. وكل ذلك قابل للتحقيق.
- لين زوفيكيان – مؤسِّسة، المكتب العام لزوفيكيان
###
نبذة عن المكتب العام لزوفيكيان
تأسس
المكتب العام لزوفيكيان (ZPO)
سنة 2015 لخدمة المجتمعات التي تواجه الأزمات والجرائم الفظيعة. نحن ملتزمون بإسماع أصواتهم من خلال البحوث والثقافة والدعوة والسبل الدبلوماسية. نحن ملتزمون التزامًا عميقًا بتمكين المجتمعات اللبنانية، وتعزيز دور المؤسسات الشعبية، ودعم قادة المجتمع المدني والمجال الثقافي.